في بيت الله الحرام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
قد فتح الله علي أربعًا إذ عكفت في بيته الحرام . أولهم أن رزقني الله ابتداءً زيارة بيته والطواف به. وثانيهم أن أتممت كتاب “قصة الإيمان”، وفيه من الهدى بإذن الله الكثير.
والثالث أن كان بي من وعثاء السفر ما بي، إذ ابتلاني الله بمرض شديد، رأيت فيه الشيطان جاهدًا بفتنتي في ماء زمزم. وقد أوقع بي بحديث “شفاء سقم”. وقد وجدت جمعًا من بلاد الهند يتجادلون في زمزم يقنعون أخًا لهم أنه لا شفاء به إلا إذا كنتَ من المؤمنين حقًا. وقد تأذى الرجل كثيرًا لقولهم وغار جرحي.
فإذ بي أدعو الله أن يهديني اليه بإذنه ويرد عني شكي وحيرتي. وما بي إلا وكُشِف لي أنه لا شفاء إلا بإذن الله، وليس كل شفاءٍ بشفاء. فوالله لقد كان اخوة الهند على جزء من الحق وليس الحق كله؛ فالماء والله لا يختلف عن أي ماء عذب ألا أن طهره الله وبارك فيه، فإن اختلف تركيبه ما استسغناه وما طعمناه، وما طاقته أجسادنا، وما استطعنا حفظه وخزنه ونقله.
وإنما جعل الله فيه الشفاء بإذنه وعلمه. واختصه بذلك، إن شاء شفى به وان شاء أرجأ. أما والله إنه قد شفاني من شكي وسقمي، فللّه الحمد والمنة.
والرابع كان أن تغيظ الشيطان مني فسلك لي مسلكًا غير سابقه. فإذ بي اردّد “ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها او مثلها” وما كنت اقرأها. فأخذت اطالع آيات النسخ وأحكامه وما ورد فيه من الحديث وأعجب ماذا أراد الله بهذا وقد فُتِن به الكثيرون.
ولكني هُديت أني والله قد أُغشيت عن بقية الآية “ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير”. وكأن الله يمتحن يقين الناس يسألهم ألم تعلموا من الآيات ما يكفيكم للإيمان؟ أيكون بعد ذلك ريبٌ إذ نُسخت آية لحكمة لا يعلمها إلا الله؟
“أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون”.
“ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير” بلى يارب.